728x90 AdSpace

  • Latest News

    الجمعة، 27 أبريل 2012

    حبس الزعيم يهدد السينما والثقافة

    جدد الحكم الصادر على الفنان عادل أمام، واتهامه بازدراء الإسلام، الحديث عن دعاوى الحسبة، التى طالب القانونيون بإلغائها، خاصة وأنها تحول الآراء الشخصية إلى أحكام قضائية. فقد صدر حكم المحكمة ضد إمام بأنه يزدرى الإسلام، لأنه قدم عددا من الأفلام انتقد فيها شخصيات متعصبة، ولم يتعرض للإسلام. ففى أفلام مثل طيور الظلام أو الإرهابى أو حسن ومرقص، كانت الأعمال تدور حول انتقادات لشخصيات من تيارات سياسية، توظف الدين لارتكاب أعمال قتل وتكفير.

    وقد جاءت الأفلام فى وقت تصاعدت فيها أعمال العنف، حيث أقدمت جماعات دينية على اغتيال الدكتور فرج فودة بعد خلافاته الفكرية مع عدد من مفكرى الإسلام، واعترف قتلته أنهم لم يقرأوا كتبه، لكنهم علموا بفتوى إهدار دمه، كما أقدمت جماعة أخرى على اغتيال الكاتب العالمى الراحل نجيب محفوظ، واعترف قاتله، أنه لم يقرأ روايته "أولاد حارتنا" لكنه سمع أنه يسخر فيها من الإسلام.

    تصاعدت هذه الدعاوى فى منتصف التسعينيات، عندما تفجرت قضية حسبة ضد الدكتور نصر حامد أبو زيد بمناسبة وقف ترقيته إلى منصب الأستاذ، وقد عرف بكتاباته فى الفكر الإسلامى والدينى عندما قدم أبحاثه بعنوان "نقد الخطاب الدينى" للحصول على درجة الأستاذية، تكونت لجنة من أساتذة جامعة القاهرة برئاسة الدكتور عبدالصبور شاهين، الذى اتهم فى تقريره أبوزيد بالخروج عن الإسلام، ورفض ترقيته.

    وانشغلت الأوساط العلمية والفكرية فى مصر والعالم العربى بالقضية، خصوصاً أن د. شاهين أرفق اتهامه لأبى زيد بتقرير تضمن اتهامه بـ"العداوة لنصوص القرآن والسنة". فى مقابل كتاب ومفكرين، أعلنوا أن "أبو زيد" يقدم اجتهادات ضمن أفكار مختلفة لا تخالف الإسلام ولكنها تنتقد أفكارا واجتهادات أخرى.

    والتقط طرف الخيط المستشار الراحل صميدة عبدالصمد، وتوجه إلى القضاء، ورفع دعوى حسبة، طالباً إدانته بتهمة الردة، فصدر حكم المحكمة باعتباره مرتداً، وأن عليه أن يطلق امرأته، وأيدت محكمتا الاستئناف والنقض الحكم على أبوزيد بتطليق زوجته منه على اعتبار أنه مرتد. وانتهت القصة بهجرة نصر حامد وزوجته للعمل بإحدى الجامعات الهولندية حتى رحيله.

    هذه الفترة التى شهدت فى بدايتها حالة جدل شديدة لم تقتصر على مصر فقط، بل امتدت عربياً وعالمياً.

    وقد أعاد التعامل مع نصر أبوزيد قضايا الفكر والدين ومنها قضية طه حسين الذى ألف فى عام 1926 كتابه "فى الشعر الجاهلى"، وتصدى له العديد من علماء الفلسفة واللغة، ومنهم: مصطفى صادق الرافعى، والخضر حسين ومحمد لطفى جمعة، والشيخ محمد الخضرى وغيرهم. لكن عددا من رجال الأزهر، قدموا بلاغا ضد طه حسين ،إلا أن المحكمة برأته لعدم ثبوت أن رأيه قصد به الإساءة المتعمدة للدين أو للقرآن. فعدل اسم كتابه إلى "فى الأدب الجاهلى" وحذف منه المقاطع الأربعة التى أخذت عليه. قبلها تفجرت معركة كتاب الإسلام وأصول الحكم الذى أصدره الشيخ على عبدالرازق، عام 1925 ورأى البعض أنه يدعو إلى فصل الدين عن السياسة، بينما يرى البعض الآخر أنه أثبت بالشرع وصحيح الدين عدم وجود دليل على شكل معين للدولة فى الإسلام، بل ترك الله الحرية فى كتابه للمسلمين فى إقامة هيكل الدولة، على أن تلتزم بتحقيق المقاصد الكلية للشريعة، والكتاب أثار ضجة بسبب آرائه فى موقف الإسلام من "الخلافة"، حيث نُشَر الكتاب فى نفس فترة سقوط الخلافة العثمانية، وبداية الدولة الأتاتركية، بينما كان يتصارع ملوك العرب على لقب "الخليفة"، رد عليه عدد من العلماء من أهمهم الشيخ محمد الخضر حسين شيخ الأزهر بكتاب "نقد كتاب الإسلام وأصول الحكم" ثم سحب منه الأزهر شهادة العالمية، وهو ما اعتبره الكثير من المفكرين رداً سياسيا من الملك فؤاد الأول -ملك مصر وقتئذ-، وشن حملة على رأيه. يُعد كتاب الإسلام وأصول الحكم استكمالا لمسيرة تحرير فكرى بدأها الإمام محمد عبده فى كتابه "الإسلام والنصرانية بين العلم والمدنية" وقاسم أمين والشيخ عبد الرحمن الكواكبى فى كتابه طبائع الاستبداد.


    وقد تواصل الجدل السياسى طوال فترة التسعينيات، حيث اختلطت الآراء الفكرية والثقافية والفنية بالآراء الدينية، ومن استعراض أفلام عادل إمام التى جرت محاكمته بسببها، نكتشف أنها أفلام كان ينتقد فيها متعصبين، ولم يعرض للإسلام، كما أنها تدخل ضمن الفنون التى يمكن إخضاعها للنقد الفنى أو الفكرى، دون القياس على القانون، الذى يصعب التوصل من خلاله إلى أحكام أخلاقية.

    ويعد صدور حكم حبس عادل إمام مؤشرا على مرحلة يخاف منها الكثير من المبدعين، الذين يرون فى صعود المتعصبين خطرا على حرية الإبداع. لأنهم لايناقشون الأفكار، وإنما يتخذون أحكاما نهائية. وقد بدأت مجموعة من الدعاوى ضد كتاب منهم لينين الرملى، ووحيد حامد، وغيرهما بنفس التهمة التى جرت بها محاكمة عادل إمام.



    اليوم السابع
    • Blogger Comments
    • Facebook Comments

    0 التعليقات:

    Item Reviewed: حبس الزعيم يهدد السينما والثقافة Rating: 5 Reviewed By: khaled nour
    Scroll to Top