728x90 AdSpace

  • Latest News

    الثلاثاء، 26 يونيو 2012

    رسالة من صديقى الإيرانى

    فاجأنى صديقى الإيرانى الدكتور على نصار، الذى يعيش فى مخيم أشرف بالعراق، ذاك المخيم الذى يتخذ منه 3400 شخص من أعضاء منظمة مجاهدى خلق، المعارض الرئيسى لنظام الحكم فى إيران، من بينهم 1000 امرأة، محلاً لاستقرارهم، برسالة تحذير من تكرار سيناريو نظام الملالى الإيرانى بمصر واعتلاء الإسلاميين لسدة الحكم.


    وقال صديقى فى مستهل رسالته: "دفعنا ثمن الحرية أنا وشعبى خلال الـ34 سنة الماضية مثلكم، وأسقطنا الديكتاتورية الملكية، وكانت علاقة الودية تسود شعبنا آنذاك، وحكم بيننا الحب والصداقة ومساعدة الآخرين، لكن جاء فجأة الظلم والاستبداد، حيث سرق خمينى ثورتنا وركب على دماء شهدائنا، وأسفك نظامه دماء الأبرياء فى كل المنطقة، ونرى تدخلاته اليوم فى سوريا، والعراق، ولبنان، واليمن، ومصر، ويفعل كل هذه الأعمال بغطاء الدين وباسم الإسلام، والإسلام منه براء، بل هو ضد الإسلام تماماً".

    واستطرد صديقى يقول: "وفى المقابل كانت منظمة مجاهدى خلق، التى ناضلت ضده أكثر من أربعين سنة، وقدمت أكثر من 120 ألف شهيد فى هذه الدرب من أجل الحرية وكرامة الإنسان، ويبقى هذا النضال حتى إسقاط النظام الملالى فى إيران، وهو يحاول اجتثاث مجاهدى خلق بكل قوة، ولكن لا تتحقق آماله أبداً، ويناضل النظام الملالى لإقامة الإمبراطورية الإسلامية فى الشرق الأوسط بسفك دماء الأحرار.. وظيفتنا نحن الأحرار والثوريين أن نتحد معكم قلبياً ومعنوياً ونقف أمامهم سوى ونقول لا للاستبداد ولا للتطرف ولا لتصدير إرهاب وأعمال رجعية وحرب طائفية".


    انتهت رسالة صديقى التى جاء بها تحذير واضح من الإسلاميين وانتخابهم فى معركة الرئاسة، وبعد محادثة طويلة معه شرحت له خلالها أبعاد المأزق التاريخى الذى أصبحنا بصدده، وهو الاختيار ما بين الفلول أو الإسلاميين بسبب انقسام أصوات القوى الثورية بين مرشحين رفضا الاتحاد قبل الانتخابات هما الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح واليسارى الناصرى حمدين صباحى، تلك المأساة التى تحتم علينا انتخاب الدكتور محمد مرسى مرشح جماعة الإخوان المسلمين إبعاداً لنظام مبارك الذى يمثله الدكتور أحمد شفيق.


    أوضحت لصديقى أننا أصبحنا أمام خيارين ثالثهما مقاطعة سلبية، هما الوقوف بجوار الثورة حتى النهاية بالتصويت للدكتور مرسى، لأن الإخوان فصيل يحسب على الثورة مهما كانت أخطاؤه، أو مطامعه، ونوهت لصديقى بالاختلاف الكبير بين الشعبين الإيرانى، صاحب الأغلبية الشيعية المتشددة، والمصرى ذات الأغلبية السنية المتوسطة، وهو ما يجعلنا بعيدين إلى حد كبير عن تكرار السيناريو الإيرانى مرة أخرى.


    يا صديقى الشعب المصرى بطبعه متدين، وأبرز ما يميز تدينه الوسطية، التى هى سمة أساسية من سمات الإسلام، فرجل الشارع العادى يعرف أمور دينه وأركانه وفرائضه، ودائماً ما يكره التشدد فى كل شىء، وبطبيعة الحال فالمصريون – والإخوان المسلمون جزء لا يتجزأ منهم – لا يحبون المغالاة، ولا يعترفون بالدولة الدينية، التى لا وجود لها فى الإسلام أصلاً، فالدولة فى الإسلام مدنية، ولدينا المؤسسة الإسلامية التى يهتدى بها العالم الإسلامى أجمع، وهى الأزهر الشريف، وكذلك تجد غير المسلمين، خاصة المسيحيين، معتدلين وتجدهم دائماً بجوار المسلمين فى العمل والشارع، والعلاقة بينهم علاقة ود ومحبة.


    تكرار سيناريو نظام الفقيه الذى تحذرنا منه يا صديقى أبعد ما يكون عن المصريين، وأؤكد لك أن الشعب المصرى الذى استطاع إسقاط نظام استبد الشعب والحكم ثلاثين عاماً لقادر على إسقاط الإخوان عندما يستبدون بالحكم فى ليلة وضحاها.. ذاك الشعب الذى ضحى أبناؤه بأرواحهم ودمائهم وعيونهم لن يترك مصر مرة أخرى لأى فصيل كان، والتيارات الإسلامية وعلى رأسها الإخوان على يقين أن الوضع كان سيختلف لو كانت الإعادة مع أحد المعتدلين أمثال أبو الفتوح وحمدين صباحى.. الحرية لمصر والمجد للشهداء.
    • Blogger Comments
    • Facebook Comments

    0 التعليقات:

    Item Reviewed: رسالة من صديقى الإيرانى Rating: 5 Reviewed By: khaled nour
    Scroll to Top