لم أعرف هذا البلد و لكن كنت أتمنى منذى صغري أن أذهب إليه ، و لكن الذهاب لذلك المكان كان يمثل لي أكثر من حلم فمنذ أن كنت صغيرة و أنا أؤمن بفكرة الخروج من المدينة و ترك دخانها و زحامها و صراعتها ، و لا أطيل عليكم لعب القدر دورا كبيرا و بالفعل تحقق الحلم بطريقة عجيبة و سافرت إلى دهب في جنوب سيناء للعمل هناك ، و لكن كم تحسرت و أنا أرى مساحات شاسعة لا حصر لها لا يوجد بها فر د واحد مع العلم أن هذه المساحات أقرب لجنة آدم من الأرض و توافر بها مياه الآبار التي لم يتم تلويثها بمسحوق غسيل معدة المصريين الأول ((الكلور)) ، ونظافة الجو و روعة الجبال التي عندما تنظر إليها تعتقد أنك ترى حلمًا لا واقعًا ، فيكفيك أن تستيقظ كل يوم لترمي هموم الأمس في بحر واسع نظيف لم يلوثه بشر و تشم في ذات الوقت هواءً نقيًا لا أعتقد أنه من الممكن أن تشمه في أي مكان آخر في هذا العالم و ترى أمامك البراح و الهدوء ، فلا أحد هنا يسير مصروعا أو مسروعا إلى عمله و لا أحد هنا مرسوم على وجه لطمات الحياة وقسوتها كما أراها في القاهرة ، و الشيء الذي لا يختلف أحد عليه هو أنك تتعامل مع ملائكة صغار فليسوا بأطفال فأحد المدرسين الذي ظل يعمل في مدارس القاهرة لمدة ثلاثين عامًا تقريبًا قال لي ذات يوم لا تقولي عن هؤلاء أنهم أطفال إنهم عصافير تغرد فأنا أرى أن تلك المدينة هي المدينة الفاضلة التي تحدث عنها أفلاطون
ولكن دائمًا الحلو لا يكتمل فهناك كارثة حقيقية تواجه سيناء .....سأتحدث عنها إن شاء الله قريبًا
