728x90 AdSpace

  • Latest News

    الأحد، 27 مايو 2012

    هيثم عبد الحميد يكتب: انسى ياعمرو


    اقتراح عجيب غريب مريب، تقدم به الدكتور عمرو حمزاوى، لا أعرف أى وحى نزل به عليه، وهو أن يتنازل الدكتور محمد مرسى لحمدين صباحى عن خوض انتخابات الإعادة، بأن يقرر مرسى "فجأتن" عدم الترشح للرئاسة، فإذا باللجنة العليا "فجأتن" أيضا تقدم صباحى بدلا منه، وهكذا ـ حسب حمزاوى ـ يثبت الإخوان وطنيتهم، ويثبت حزب الحرية والعدالة أنه حزب "شهم وجدع وابن بلد"، ومن ثم تحل كل المشاكل وتحقق الثورة كل الأهداف.
    حقيقة الأمر، لا أعرف كيف لباحث وأكاديمى متخصص أن يقترح مثل هذا الاقتراح! الذى ليس له أى شكل قانونى، وليس له أى سابقة فى التاريخ السياسى ولا يحترم صندوق الانتخابات ولا إرادة الناخبين، فضلا عن أنه يضع الإخوان فى موضع شك من جهة وطنيتهم وصلاحيتهم لإدارة البلاد، وهو ما لا يقبل به أى فصيل سياسى على الإطلاق.
    ومن جهة التوقيت، لا أدرى أيضا لماذا هذا الاقتراح التعجيزى الآن فى وقت بدأت فيه القوى السياسية والثورية تجمع شتاتها لإدراك ما يمكن إدراكه، دون أى اقتراحات أخرى قابلة للتطبيق، كأن يتولى حمدين نائبا للرئيس أو يشارك فى تشكيل الحكومة.
    ما ألاحظه من خلال بعض المتابعة لآراء الضيوف الدائمين على الفضائيات، أن المشكلة الحقيقية تكمن فى عدم إيمانهم بالعملية الديمقراطية، ما دامت لا توافق أهواءهم، ورفضهم التام لأى مرشح إسلامى، وفى صعوبة إعلانهم عن ذلك عمليا، فغالبا ما يتم استخدام مفردات وأراء تدخل فقط فى باب "الفتى" البعيد عن الواقع، وأكبر دليل على ذلك أصوات الناخبين التى خالفت كل التوقعات، وعدم قدرتهم على قياس اتجاه الرأى العام.
    اقتراح حمزاوى قد يكون قنبلة جديدة تشتت الصف السياسى الثورى المصرى، بحيث إذا قبله الإخوان يكونون قد تخلوا عن مشروعهم وعن ناخبيهم فى سابقة لم تحدث فى التاريخ، وإذا رفضوا يكون بذلك قد فتح طريقا جديدا لشن حرب أخرى على الإخوان، لنسمع ونقرأ مجددا عن الإخوان الذين رفضوا التنازل وخانوا الثورة.. إلى آخر الاتهامات التى نسمعها ونشاهدها ونقرأها صباحا ومساء، وهو الطريق الذى سينسب لحمزاوى فضل الكشف عنه فى هذه المرة.
    المطلوب الآن من الإخوان أن يثبتوا أن مرسى الذين استطاعوا أن يجعلوه المرشح الأوفر حظا فى أيام قليلة، هو مرشح كل المصريين، ومرشح الثورة وليس التيار الإسلامى فقط، وأن يطمئنوا جموع المصريين أن مصر لن تعود خطوة واحدة للخلف.
    المطلوب من السياسيين الآن طرح حلول قابلة للتطبيق وليست خيالية، توحد الصف، والضمان الوحيد الآن هو خوض التجربة مع الإخوان بدلا من الأحكام المسبقة..
    أما اقتراح حمزاوى.. فأقول له صراحة "انسى ياعمرو".
    • Blogger Comments
    • Facebook Comments

    0 التعليقات:

    Item Reviewed: هيثم عبد الحميد يكتب: انسى ياعمرو Rating: 5 Reviewed By: عمار محسن
    Scroll to Top