728x90 AdSpace

  • Latest News

    الجمعة، 23 نوفمبر 2012

    سعيد زكى يكتب: عاش الديكتاتور!


    بعد أن انطفأت كل بارقة أمل فى استرداد الثورة التائهة، وبعد أن ظننا أن دماء الشهداء ذهبت هباء وبلغ الإحباط مبلغه، جاءت تلك القرارات التى أعلنها الدكتور محمد مرسى أمس، من إعادة محاكمة قتلة الثوار "وتمنيت لو كانت محاكمة قتلة الثوار والمتظاهرين محاكمة ثورية" وتعويض المصابين وإقالة النائب العام، وإزالة قواعد النظام البائد العفنة، وكلها من المطالب الشعبية وجاء تحصينها لمنع الرجوع إلى الخلف مرة أخرى والالتفاف على الإرادة الشعبية بذريعة حكم قضائى صدر عن قضاء أصابه العطب.

    قرارات مرسى لا تأتى من فراغ، ولكنها جاءت بعد أن طفح به "الكيل"، مد يده للجميع فلم يصافحه أحد، دعا إلى الحوار مع جميع التيارات فلم يجبه أحد، حاول إرضاء الجميع وأراد أن يحمل كل القوى السياسية المسئولية لكنهم نبذوه، تواضع للجميع وللتيارات السياسية ولكنها كانت "عنجهية" وافتقدت لأدنى أخلاقيات المعارضة، ولا أدل على ذلك من عدم استجابة بعض القوى التى تسمى نفسها مدنية وثورية ونخبوية له عندما دعا إلى حوار وطنى لحل مشكلة التأسيسية، و"تنفيض" اثنين ممن كنا نحسبهما كما يصفون أنفسهما بالصفات السابقة وتجاهلهما لدعوته لهما للحوار حول أزمات "التأسيسية"، فى حين ذهبا إلى أسوان لحضور حفل زفاف ابنة دبلوماسى سابق، ثم يخرج علينا أحدهما يعلل بأن سفره لأسوان أجّل لقاءه بالرئيس وسوف يتم تحديد موعد آخر للقائه "هو من يحدد لقاء الرئيس!"، وليته يرحمنا من أسطواناته المشروخة التى طالما صدعنا بها من خلال تغريداته على "تويتر" دوِن أن يكون له وجود فى الشارع ووسط الناس، فهل يعقل ذلك بالله عليكم؟!!

     فكيف يقدر الرئيس ويحترم خارجيا ولا يقدر ويحترم فى بلاده؟.. كيف لرئيس يشاد به عالميا ولا يوفى حقه فى بلده؟! حملوه كل شىء وأرادوا فقط أن يظهروه بمظهر العاجز ويظهرون بطولات زائفة.

    إن المعارضين لقرارات الرئيس هم أنفسهم من كانوا يعتبرون "حلم" الرئيس ضعفا ورخاوة وتذبذبا فى اتخاذ القرار، مطالبين بقرارات ثورية، حتى كدنا نندم على اليوم الذى ثرنا فيه على مبارك ووجدنا بعض من أعطى صوته لمرسى يبدى الحرج من هذه الليونة من وجهة نظرهم "الحلم من وجهة نظرى" التى خلقت نوعا من الفوضى، توحى- وذلك خلاف الواقع - بأن "الشعب المصرى غير مؤهل للديمقراطية" حسب عمر سليمان، كانوا لا يهمهم سوى عيش دور البطولة الزائفة والظهور بمظهر الضد وفقط، حتى أن أحدهم ممن كان ينادى بإقالة النائب العام وبعدما أقاله مرسى فى المرة الأولى وجعله سفيرا للفاتيكان "وأنا مش عارف كان مالها الفاتيكان"، رغم اعتراضى على هذا المنصب لأنى اعتبرته ترقية له وذكرنى بمبارك عندما جعل صفوت الشريف رئيسا لمجلس الشورى بدلا من وزير للإعلام - خرج علينا الرجل الهمام ليناقض نفسه ليقول: "أرفض إقالة النائب العام لأنه أشجع رجل فى مصر"، وهم أنفسهم المعترضون الآن على القرارات الثورية، وسيظلون معارضين "على طول الخط" حتى يقضون نحبهم.

    القرارات وإن كانت متأخرة، وإن كانت فى صورتها ديكتاتورية لكن إذا كانت الديكتاتورية مطلبا شعبيا فأقول: عاشت الديكتاتورية عاش الديكتاتور.. وأقول: إياك إياك يا سيادة الرئيس والتراجع عن هذه القرارات، وإلا فقدت مؤيديك ومعارضيك، وانس أن تتقدم البلد فى عهدك خطوة واحدة إلى الأمام وقل على نفسك "يالا السلام"، يمكن فقط تحديد العمل ببعض هذه القرارات بمدة معينة حتى تعبر البلاد من كبوتها.
    • Blogger Comments
    • Facebook Comments
    Item Reviewed: سعيد زكى يكتب: عاش الديكتاتور! Rating: 5 Reviewed By: عمار محسن
    Scroll to Top