728x90 AdSpace

  • Latest News

    الأربعاء، 24 أكتوبر 2012

    "الحج" قبل الإسلام

    يرجع "الحج في الإسلام" إلى فترة سابقة على بعثة محمد بآلاف السنين، وبالتحديد إلى عهد النبي إبراهيم الخليل.

    تنص المصادر الإسلامية إلى أن إبراهيم كان نازلاً في بادية الشام، فلمّا وُلد له من جاريته هاجر إسماعيل، اغتمّت زوجته سارة من ذلك غمّاً شديداً لأنّه لم يكن له منها ولد فكانت تؤذي إبراهيم في هاجر وتغمّه، فشكا إبراهيم ذلك إلى الله، فأمره أن يخرج إسماعيل وأمّه عنها، فقال: "أي ربّ إلى أيّ مكان؟" قال:"إلى حرمي وأمني وأوّل بقعة خلقتها من أرضي وهي مكّة"، وأنزل عليه جبريل بالبراق فحمل هاجر وإسماعيل وإبراهيم، فكان إبراهيم لا يمرّ بموضع حسن فيه شجر ونخل وزرع إلاّ قال: "يا جبريل إلى ها هنا إلى ها هنا" فيقول جبريل: "لا إمض لا إمض" حتّى وافى مكّة فوضعه في موضع البيت، وقد كان إبراهيم عاهد سارة أن لا ينزل حتّى يرجع إليها، فلمّا نزلوا في ذلك المكان كان فيه شجر فألقت هاجر على ذلك الشّجر كساءً كان معها فاستظلّت تحته فلمّا سرّحهم إبراهيم ووضعهم وأراد الانصراف عنهم إلى سارة قالت له هاجر: "لم تدعنا في هذا الموضع الذي ليس فيه أنيس ولا ماء ولا زرع؟"، فقال إبراهيم: "ربّي الذي أمرني أن أضعكم في هذا المكان"، ثمّ انصرف عنهم فلمّا بلغ كدى وهو جبل بذي طوى التفت إليهم إبراهيم فقال: ""رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ"" ، ثمّ مضى وبقيت هاجر.

    لمّا ارتفع النّهار عطش إسماعيل، فقامت هاجر في الوادي حتّى صارت في موضع المسعى فنادت: "هل في الوادي من أنيس؟" فغاب عنها إسماعيل، فصعدت على الصفا ولمع لها السّراب في الوادي وظنّت أنّه ماء فنزلت في بطن الوادي وسعت فلمّا بلغت المروة غاب عنها إسماعيل، ثمّ لمع لها السّراب في ناحية الصّفا وهبطت إلى الوادي تطلب الماء فلمّا غاب عنها إسماعيل عادت حتّى بلغت الصفا فنظرت إلى إسماعيل، حتّى فعلت ذلك سبع مرّات فلمّا كان في الشّوط السّابع وهي على المروة نظرت إلى إسماعيل وقد ظهر الماء من تحت رجليه فعدت حتّى جمعت حوله رملاً وكان سائلاً فزمّته بما جعلت حوله فلذلك سمّيت زمزم، وكانت قبيلة جرهم نازلةً بذي المجاز وعرفات فلمّا ظهر الماء بمكّة عكفت الطّيور والوحوش على الماء فنظرت جرهم إلى تعكّف الطّير على ذلك المكان فاتّبعوها حتّى نظروا إلى امرأة وصبيّ نزول في ذلك الموضع قد استظلّوا بشجرة قد ظهر لهم الماء فقال لهم كبير جرهم: "من أنت وما شأنك وشأن هذا الصّبي؟"، قالت: "أنا أمّ ولد إبراهيم خليل الرّحمن وهذا ابنه أمره الله أن ينزلنا ها هنا"، فقالوا لها: "أتأذنين أن نكون بالقرب منكم؟" فقالت: "حتّى أسأل إبراهيم"، فزارهما إبراهيم يوم الثّالث فاستأذنته هاجر ببقاء قبيلة جرهم، فقبل بذلك، فنزلوا بالقرب منهم وضربوا خيامهم وأنست هاجر وإسماعيل بهم، فلمّا زارهم إبراهيم في المرّة الثّانية ونظر إلى كثرة النّاس حولهم سُرّ بذلك سروراً شديداً.

    عاش إسماعيل وأمه مع قبيلة جرهم إلى أن بلغ مبلغ الرّجال، فأمر الله إبراهيم أن يبني البيت الحرام في البقعة حيث أنزلت على آدم القبّة، فلم يدر إبراهيم في أيّ مكان يبني البيت، كون القبّة سالفة الذكر استمرت قائمة حتى أيّام الطّوفان في زمان نوح فلمّا غرقت الدّنيا رفعها الله، وفق المعتقد الإسلامي، فبعث الله جبريل فخطّ لابراهيم موضع البيت وأنزل عليه القواعد من الجنّة، فبنى إبراهيم البيت ونقل إسماعيل الحجر من ذي طوى، فرفعه في السّماء تسعة أذرع، ثمّ دلّه على موضع الحجر الأسود، فاستخرجه إبراهيم ووضعه في موضعه الذي هو فيه وجعل له بابين: باباً إلى المشرق وباباً إلى المغرب، فالباب الذي إلى المغرب يسمّى المستجار، ثمّ ألقى عليه الشّيح والأذخر وعلّقت هاجر على بابه كساءً كان معها فكانوا يكونون تحته، فلمّا بناع وفرغ حجّ إبراهيم وإسماعيل ونزل عليهما جبريل يوم التروية لثمان خلت من ذي الحجة، فقال: "يا إبراهيم قم فارتو من الماء"، لأنّه لم يكن بمنى وعرفات ماء فسمّيت التروية لذلك، ثمّ أخرجه إلى منى فبات بها ولمّا فرغ إبراهيم من بناء البيت قال: ﴿رَبِّ اجْعَلْ هَـَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ﴾.

    أخذ المؤمنون برسالة إبراهيم وإسماعيل ومن خلفهما من الأنبياء يحجون إلى الكعبة سنويًا، واستمر الأمر على هذا المنوال حتى انتشرت الوثنية بين العرب أيام سيد مكة عمرو بن لحي، الذي يُعتبر أوّل من أدخل عبادة الأصنام إلى شبه الجزيرة العربية، وغيّر دين الناس الحنيفي.

    وقام العرب مع مرور الزمن بنصب الأصنام والأوثان الممثلة لآلهتهم حول الكعبة، وأخذت بعض قبائل مكة تتاجر بها، فسمحت لأي قبيلة أو جماعة أخرى، بغض النظر عن دينها أو آلهتها، أن تحج إلى البيت العتيق.

    استمر بعض الأحناف والمسيحيون يحجون إلى الكعبة بعد انتشار الوثنية، وبعد بعثة محمد بتسع سنوات، أو عشر، فُرض الحج على من آمن بدعوته ورسالته، وذلك في سورة آل عمران: ﴿وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً﴾. لم يحج المسلمون إلى مكة قبل عام 631، أي سنة فتحها على يد الرسول محمد، الذي دمّر كافة الأصنام والأوثان، وطاف بالكعبة هو ومن معه وأدّوا كافة المناسك الأخرى التي استقرت منذ ذلك الحين على هذا النحو.
    • Blogger Comments
    • Facebook Comments
    Item Reviewed: "الحج" قبل الإسلام Rating: 5 Reviewed By: khaled nour
    Scroll to Top